النابغة من وصفك دركا إلا فاته قدرك شرفا، ولوددت أن النابغة حاضرٌ حتى يقول ونقول. فرفع النعمان رأسه إلى الحاجب وقال: علي بالنابغة حيث كان. فخرج الحاجب فقال: ادخل يا أبا أمامة فقد رفع الحجاب. فدخل وسلم عليه وحياه بتحية الملوك وجلس وهو يقول: ((أيها الملك، أيفاخرك صاحب غسان فوالله لقفاك أحسن من وجهه، ولشمالك أجود من يمينه، ولأمك خيرٌ من أبيه، ولغدك أسعد من يومه)) . فضحك النعمان ثم قال لخالد: من يلومني على حب النابغة، ألك حاجة؟ قال: نعم. فقضى حوائجه بأسرها وأحسن جائزته، وانصرف داعيا له.