وأخواتها لم تفهم ما أقول؛ ولم يقع منها موقعه، وإنما أنا كالبجر الزاخر يقذف بالعنبرة وبالدرة النفيسة، وربما قذف بالسمك الطافي، ولكن لا أضع كل شيء إلا في موضعه. قلت: مثل ماذا؟ قال: مثل قولي:
أنفس الشوق ولا ينفسني ... وإذا قارعني الهم رجع
أصرع القرن إذا نازلته ... وإذا صارعني الحب صرع
أنا كالسيف إذا روعته ... لم يروعك وإن هز قطع
سيفي الحلم وفي منطقتي ... أسد الموت إذا الموت نقع
قال أحمد: فسمعت الأصمعي يقول: العجب له، أنه لا عشيرة له، ولا [له] مال بارع، وأعمى، ويقول مثل هذا.