قال أبو عبد الله اليزيدي: حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدثني سلمة قال:
حضر الأصمعي وأبو عمرو الشيباني عند أبي السمراء، فأنشد الأصمعي لمالك بن زغبة:
بضرب كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإبزاغ المخاض تبورها
ثم ضرب بيده إلى فروٍ كان بقربه، يوهم أن الشاعر أراد فروا، فقال أبو عمرو: أراد الفرو. فقال الأصمعي: ((هذه روايتكم)) ، يهزأ.
ومعنى البيت أن الضرب يصير لحومهم معلقة، أي يقطعه قطعا. فشبه اللحم بآذان الحمير.
ومثله ما أنشد الفراء عن المفضل:
بضربٍ يدير الهام عن سكناته ... وطعنٍ كتشهاق العفا هم بالنهق
والعفا في لغة طيء: ولد الحمار. وأنشد ابن الأعرابي عن المفضل ((العفا)) بالكسر. ومثله:
ضربا خراديل وطعنا وخزا ...
ومثله كثير.