قال أبو حاتم: حدثني أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري قال: العوا مقصور مؤنث: اسم كوكب، لا يمد. فأنشدني عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير شعرا له فمد العوا، فرددته عليه ولم أقبله منه ولم أثق بعلمه في ذلك، وذاك أنه أنشدني شعرا فيه الأرياح، فقلت إنما هي الأرواح. فقال: أما ترى أن في المصحف: {وتصريف الرياح} فأخذ طريق القياس فأخطأ، فقلت: الشعراء كلهم يقولون الأرواح، وجدك منهم، وأنشدته:
إذا هب أرواح الشتاء الزعازع ...
وقلت له في الرياح: إنما قلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها في الراء، والأصل الرواح. فلم يفهم وقال: إنما الأرواح جمع الروح. فعلمت أنه ليس ممن يعتمد عليه في اللغة: وأنشدته قول الراعي:
ولم يسكنوها الجر حتى أظلها ... سحابٌ من العوا تثوب غيومها
ولم يقل: ((من العواء ثابت)) . وقال الحطيئة: