عمر بن شبة قال: حدثني الخليل بن عمرو قال:
لقي الأصمعي الفراء على الجسر ببغداذ، فقال له: أسألك؟ فقال: سل يا أبا سعيد. فقال: ما معنى قول الشاعر:
أصم دعاء جارتنا تحجي ... لآخرنا وتنسى أولينا
فقال الفراء: صادفت قوما صما، كما قال الشاعر:
فأصممت عمرا وأعميته ... عن الجود والمجد يوم الفخار
أي صادفته أعمى. قال: وحكى الكسائي: دخلت بلدة فأعمرتها: وجدتها عامرة؛ ودخلت بلدة فأخربتها: وجدتها خرابا. فقال الأصمعي للفراء: أنت أعلم الناس. ومضى ولم يكلمه بعد.