وقد كان احتفال الأمة بهذين الحدثين المشهودين. اللذين اهتزت لهما الجزائر كلها، "عهدا" منها لإمامها، على مواصلة السير، معه وبعده، نحو الحياة الحرة الكريمة، على هدي كتاب الله تعالى، وسنة رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.
وفسر الإمام ابن باديس، إلى جانب ذلك، بقلمه مجموعة من الآيات القرآنية الكريمة، والأحادث النبوية الشريفة.
ونشرها افتتاحيات في مجلته "الشهاب"، تحت عنوان: "مجالس التذكير، من كلام الحكيم الخبير، وحديث البشير النذير".
وقد كان لهذه الدروس، الشفوية والكتابية، أثر بالغ في نفوس المستضيئين بها، في تلك الحقبة المظلمة، سواء من كان يحضر دروسه التعليمية، من طلبته النضاميين، وطلاب المعرفة الإسلامية أو من كان يتابعها في افتتاحيات مجلة "الشهاب" الشهرية؛ فكانت، بحق، الشرارة الأولى التي فجرت النهضة الإصلاحية الحديثة في الجزائر.
وتعميما لفائدة هذا الأثر العلمي النفيس، وحرصا على تعريف أجيال الاستقلال بآثار سلفها الصالح، من العلماء العاملين، أصدرنا القسم الأول الخاص بالآيات القرآنية المفسرة، المنشورة في مجلة "الشهاب" في كتاب "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير" بمناسبة الذكرى العشرين للإستقلال الوطني.
وها نحن، بعون الله وتوفيقه، نصدر القسم الثاني، الخاص بالأحاديث النبوية المشروحة وغيرها من الآثار المتعلقة