فأثار الفراء (- 211) الذي تمنى أن يضرب أبا عبيدة لمسلكه فى تفسير القرآن (?) ، وأغضب الأصمعىّ (?) ، ورأى أبو حاتم أنه لا تحل كتابة «المجاز» ولا قراءته إلا لمن يصحح خطأه ويبينه ويغيّره (?) ، وكذلك كان موقف الزجاج، والنحاس، والأزهريّ منه.
وقد عنى بنقد أبى عبيدة على بن حمزة البصري المتوفى سنة 375 فى كتابه:
«التنبيهات على أغاليط الرواة» ، ولكن القسم الخاص بنقد أبى عبيدة غير موجود فى نسخة القاهرة (?) . ولهذا لا نستطيع أن نقول شيئا عن قيمة هذا النقد.
على أن «مجاز القرآن» على الرغم من الذي سدد إليه من نقد ظل بين الدارسين مرجعا أصيلا طوال العصور فقد اعتمد عليه ابن قتيبة (- 276) فى كتابيه «المشكل» و «الغريب» ، والبخاري (- 255) فى «الصحيح» ، ويحتاج الأمر فى استفادة البخاري خاصة من مجاز القرآن إلى بيان وتفصيل أرجأت القول فيه إلى مكان آخر حيث اختصصته بدرس مفصل، وكذلك اعتمد عليه الطبري (- 310) فى تفسيره وأكثر من مناقشته ومقارنة رأيه بآراء أهل التأويل والعلم، وقد ذكرت فى حواشى «المجاز» اعتراضاته على أبى عبيدة، واستفاد منه أبو عبد الله اليزيدي (- 311) (?) ، والزجاج (- 311) فى معانيه، وابن دريد (- 321) فى «الجمهرة» وأبو بكر السجستاني (- 330) فى «غريبه» وابن النحاس (- 333) فى معانى القرآن، والأزهرى (- 370) فى التهذيب وأبو على الفارسي فى الحجة (- 377) ، والجوهري (- 391) فى الصحاح وأبو عبيد الهروي (- 402) فى الغريبين، وابن برى (- 582) فى حواشى الصحاح وغيرهم من المتقدمين، ومن أهم من استفاد من كتاب المجاز من المتأخرين ابن حجر العسقلاني فى «فتح الباري» .
ذكر ابن النديم كتبا لأبى عبيدة تتصل بالقرآن: «مجاز القرآن» ،