وَلَمَّا سَمِعْنَ زَفِيرَ الْمَشُوقِ ... وَنَوْحَ الْحَمَامِ تَرَكْنَ الْحَنِينَا
إِذَا جِئتُمَا بَانَةَ الْوَادِيَيْنِ ... فَأَرْخُوا النُّسُوعَ وَحُلُّوا الْوَضِينَا
فَثَمَّ عَلائِقٌ مِنْ أَجْلِهِنَّ ... مُلاءُ الدُّجَى وَالضُّحَى قَدْ طُوِينَا
وَلَهُ:
لِأَيِّ مَرْمَى تَزْجُرُ الْأَيَانِقَا ... إِنْ جَاوَزْتَ نَجْدًا فَلَسْتَ عَاشِقَا
وَإِنَّمَا كَانَ بُكَائِي حَادِيًا ... رَكِبَ الْغَرَامَ وَزَفِيرِي سَائِقَا
وَلِأَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْبَيَاضِ:
نُوقٌ تَرَاهَا كَالسُّفُنِ ... إِذَا رَأَيْتَ إِلا لَهُ بَحْرَا
كَتَبَ الْوَجَا بِدِمَائِهَا ... فِي مَهْرِقِ الْبَيْدَاءِ سَطْرَا
فَكَانَ أَرْجُلَهَا تَطْلُبُ ... عِنْدَ أَيْدِيَهُنَّ وِتْرَا
يَحْمِلْنَ مِنْ أَهْلِ الْهَوَى ... شُعْثًا عَلَى الْأَكْوَارِ غُبْرَا
لاحَ الْهَجِيرُ وُجُوهَهُمْ ... فَأَحَالَ مِنْهَا الْبِيضَ سُمْرَا