رَأَيْتُهَا تَطُوفُ، فَنَظَرَتْ إِلَيَّ، وَقَالَتْ: يَا سَرِيُّ، لا تَعْجَبُ، أَنَا تِلْكَ الْبَعِيدَةُ، لَمَّا جِئْتُهُ بِضَعْفِي، حَمَلَنِي بِقُوَّتِهِ.
وَقَالَ الشِّبْلِيُّ: كُنْتُ يَوْمًا فِي الْبَادِيَةِ، وَإِذَا بِجَارِيَةٍ حَبَشِيَّةٍ بَيْنَ عَيْنَيْهَا شَرْطَةٌ، وَمَا مَعَهَا زَادٌ وَلا رَكْوَةٌ، فَقُلْتُ لَهَا: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَتْ: مِنْ عِنْدِ الْحَبِيبِ.
فَقُلْتُ لَهَا: وَإِلَى أَيْنَ؟ قَالَتْ: إِلَى الْحَبِيبِ.
فَقُلْتُ: أَيْش تَطْلُبِينَ مِنَ الْحَبِيبِ؟ قَالَتْ: الْحَبِيبَ.
قُلْتُ: كَمْ ذِكْرُ الْحَبِيبِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: مَا يَسْكُنُ لِسَانِي عَنْ ذِكْرِهِ حَتَّى أَلْقَاهُ