أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، أَنْبَأَنَا الْحُمَيْدِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَرْدَسْتَانِيُّ، أَنْبَأَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: خَرَجَتْ أُمُّ الْيَمَنِ بِنْتُ عَلِيٍّ امْرَأَةُ أَبِي عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ وَقْتَ خُرُوجِ الْحَاجِّ إِلَى الصَّحْرَاءِ، وَالْجِمَالُ تَمُرُّ بِهَا وَهِيَ تَبْكِي، وَتَقُولُ: وَاضَعْفَاهُ، وَتُنْشِدُ عَلَى أَثَرِ قَوْلِهَا:
فَقَلْتُ دَعُونِي وَاتِّبَاعِي رِكَابَكُمْ ... أَكُنْ طَوْعَ أَيْدِيكُمْ كَمَا يَفْعَلُ الْعَبْدُ
وَمَا بَالُ رَغْمِي لا يَهُونُ عَلَيْهِمُ ... وَقَدْ عَلِمُوا أَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُمُ بُدُّ
وَتَقُولُ: هَذِهِ حَسْرَةُ مَنِ انْقَطَعَ عَنِ الْوُصُولِ إِلَى الْبَيْتِ، فَكَيْفَ تَكُونُ حَسْرَةُ مَنِ انْقَطَعَ عَنْ رَبِّ الْبَيْتِ؟ وَقَالَ الرَّضِيُّ فِي هَذَا الْمَعْنَى:
أَيُّهَا الرَّائِحُ الْمُغَذُّ تَحَمَّلْ ... حَاجَةً لِلْمُعَذَّبِ الْمُشْتَاقِ
أَقْرِئْ عَنِّي السَّلامَ أَهْلَ الْمُصَلَّى ... فَبَلاغُ السَّلامِ بَعْضُ التَّلاقِ