أَبْوَابُ ذِكْرِ الْكَعْبَةِ

بَابٌ فِي ذِكْرِ أَسْمَائِهَا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: 97] وَفِي تَسْمِيَتِهَا بِالْكَعْبَةِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: لأَنَّهَا مُرَبَّعَةٌ، قَالَهُ عِكْرِمَةُ، وَمُجَاهِدٌ.

وَيُقَالُ: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ إِذَا طُوِيَ مُرَبَّعًا.

وَالثَّانِي: لِعُلُوِّهَا وَنُتُوئِهَا.

يُقَالُ: كَعَبَتِ الْمَرْأَةُ كَعَابَةً فَهِيَ كَاعِبٌ إِذَا نَتَأَ ثَدْيُهَا.

وَسُمِّيَ الْبَيْتُ حَرَامًا لأَنَّ حُرْمَتَهُ انْتَشَرَتْ، فَلا يُصَادُ عِنْدَهُ وَلا حَوْلَهُ، وَلا يُخْتَلَى مَا حَوْلَهُ مِنَ الْحَشِيشِ.

قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَأَرَادَ بِتَحْرِيمِ الْبَيْتِ سَائِرَ الْحَرَمِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95] وَأَرَادَ الْحَرَمَ.

وَالْقِيَامُ بِمَعْنَى الْقِوَامُ، فَالْمَعْنَى أَنَّهَا قِوَامُ دِينٍ، وَقِيَامُ دُنْيَا، فَلا يَزَالُ فِي الأَرْضِ دِينٌ مَا حُجَّتْ، وَعِنْدَهَا الْمَعَاشُ وَالْمَكَاسِبُ.

وَأَمَّا تَسْمِيَتُهَا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ، فَفِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَعْتَقَهُ مِنَ الْجَبَابِرَةِ.

رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّمَا سُمِّيَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ؛ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015