مئة أَلْفٍ، فَتَدْرِي كَمْ قُبِلَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: لا. قَالَ: قُبِلَ مِنْهُمْ سِتَّةُ أَنْفُسٍ. قَالَ: ثُمَّ ارْتَفَعَا فِي الْهَوَاءِ فَغَابَا عَنِّي، فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا وَاغْتَمَمْتُ غَمًّا شَدِيدًا، وَأَهَمَّنِي أَمْرِي وَقُلْتُ: إِذَا قبل ست أَنْفُسٍ، فَأَيْنَ أَكُونُ أَنَا فِي سِتَّةِ أَنْفُسٍ؟ فَلَمَّا أَفَضْتُ مِنْ عَرَفَةَ وَبِتُّ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، جَعَلْتُ أُفَكِّرُ فِي كَثْرَةِ الْخَلْقِ وَفِي قلة من قبل منهم فحملني النَّوْمُ، فَإِذَا الشَّخْصَانِ قَدْ نَزَلا عَلَى هَيْئَتِهِمَا، فَنَادَى أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَأَعَادَا ذَلِكَ الْكَلامَ بِعَيْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَفَتَدْرِي مَاذَا حَكَمَ رَبُّنَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ. قَالَ: لا. قَالَ: فَإِنَّهُ وَهَبَ لكل واحد من الستة مئة ألف، فانتبهت ولي مِنَ السُّرُورِ مَا يَجِلُّ عَنِ الْوَصْفِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015