وَجْهِي، فَلَمَّا أَحَسَسْتُ بِبَرْدِهِ فَتَحْتُ عَيْنَيَّ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ حَسَنِ الْوَجْهِ وَالزِّيِّ، عَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ عَلَى فَرِسٍ أَشْهَبَ، فَسَقَانِي حَتَّى رَوِيتُ، ثُمَّ قَالَ: ارْتَدِفْ خَلْفِي وَكُنْتُ بِالْحَاجِرِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ، قَالَ: أَيْشِ تَرَى؟ قُلْتُ: الْمَدِينَةَ. قَالَ: انْزِلْ وَاقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنِّيَ السَّلامَ، وَقُلْ: أَخُوكَ الْخَضِرُ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ.

وَقَدْ رُوِيَتْ لَنَا هَذِهِ الْحِكَايَةُ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ، وَفِيهَا: قُلْ لَهُ: رِضْوَانُ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ كَثِيرًا.

وَقَالَ مِهْيَارٌ فِي ذِكْرِ الْحَاجِرِ:

يَا قَلْبُ صَبْرًا عَسَاكَ حِينَ ... حُرِمْتَ الْوَصْلَ تُعْطَى مَثُوبَةَ الصَّابِرِ

حِجْرٌ عَلَيْكَ الْإِطْرَابُ بَعْدَ لَيَالِيكَ ... اللَّوَاتِي انْطَوَتْ عَلَى حَاجِرِ

ذَلِكَ عَهْدٌ تأسى بشاشته ... أسعد حظاً مِنَ الذَّاكِرِ

وَلَهُ:

أَهْفُو لِعُلْوَى الرِّيَاحِ إِذَا جرت ... وأظن رامه كل دار أقفرت

ويشوقني روض الحمى متنفساً ... يصف الترايب وَالْبُرُوقَ إِذَا سَرَتْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015