ويقولون لقد ذهب آباؤنا ولم يعودوا ثانية إلينا ونحن على آثارهم سنمضي ولسنا بمنشرين.

إن مصير هؤلاء جميعًا إلى جهنم التي تعرض عليهم في هذا اليوم بما كسبت أيديهم من سيئات الأعمال، وبما جحدت عقولهم من الآيات البينات وبما ران على قلوبهم من ظلمة الكفر والطغيان.

وفي الفقرة الثالثة يأتي الحديث عن جحافل الإيمان والصبر والتقوى أتباع الأنبياء، المخلصين لربهم، القانتين المطيعين، لقد استنارت قلوبهم بالإيمان واليقين، وتثقفت عقولهم بالهداية والعرفان واستقامت نفوسهم على طاعة الديان، وازدانت جوارحهم بالصالحات من الأعمال تمسكوا بالعروة الوثقى، واعتصموا بحبل الله المتين، فاتخذوا كل ذلك سببًا إلى جنات الفردوس، فتبوءوا منها منزلًا لا يريدون التحول عنه.

إنهم عرفوا الحقائق وقيمها الراخسة فتمسكوا بها، وعرفوا زيف زينة الحياة الدنيا فأنزلوها منزلتها الصحيحة -إنها بلغة ومزرعة للآخرة.

ثم اللمسات الأخيرة في نهاية السورة كالأضواء الكاشفة على المنهج الصحيح الذي يؤدي بصاحبه إلى جنات الفردوس:

إنه الوحي الذي أوحاه الله سبحانه وتعالى إلى عبده ورسوله،

إنها كلمات الله التي لا يحيط بها عقل أو خيال.

فمن أراد أن يجنّب جهنم ويتحول عنها فلا يلزم بها منزلًا ومستقرًا وأن يسلك طريق جنات الفرودس التي لا يبغي عنها حولًا فعليه أن يلتزم بأساسين:

أ- العمل على وفق وحي الله المنزل على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ب- أن يخلص العمل لوجه الله جل جلاله ولا يتخذ معه شريكًا في عبادته.

{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015