وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81] .
ولم يثبت بطريق صحيح مجيء الخضر عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما روي في ذلك من روايات لا يسلم من الطعن والضعف.
وذهبت طائفة من العلماء إلى أن الخضر عليه السلام حي، وهو من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز القائلين بذلك: الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم1، والقرطبي في تفسيره2، وابن الصلاح الشهرزوري في فتاواه3، والنقاش وجهور الصوفية4.
واستدلوا على ما ذهبوا إليه بما يلي:
1- ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجي بثوب، هتف هاتف من ناحية البيت يسمعون صوته ولا يرون شخصه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم أهل البيت {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت} الآية، إن في الله خلفًا من كل هالك، وعوضًا من كل تألف وعزاء من كل مصيبة، فبالله فثقوا وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب.
فكانوا يرون أنه الخضر عليه السلام، يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم5.
2- أخرج الخطيب وابن عساكر عن علي رضي الله عنه قال: بينا أن أطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا تغلطه المسائل، ويا من لا يتبرم بإلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك، قلت: يا عبد الله أعد الكلام، قال: أسمعته؟ قلت: نعم، قال: والذي نفس الخضر بيده -وكان هو الخضر- لا يقولهن عبد دبر الصلاة المكتوبة إلا