قد أغسف النازح المجهول مغسفه ... في ظل أخضر يدعو هامه البوم (?)
للجنّ بالليل في حافاتها زجل ... كما تناوح يوم الرّيح عيشوم (?)
دوّية ودجى ليل كأنهما ... يم تراطن في حافاته الروم (?)
وقال أيضا:
وكم عرّست بعد السرى من معرّس ... به من كلام الجن أصواب سامر (?)
وقال:
ورمل عزيف الجن في عقباته ... هزيز كتضراب المغنّين بالطبل (?)
وإذا كان القوم يعتقدون كلام الجن ومخاطباتهم، ويحكون عنهم، وذلك القدر المحكي لا يزيد أمره على فصاحة العرب، صح ما وصف عندهم من عجزهم عنه كعجز الإنس.
ويبين ذلك من القرآن: أن الله تعالى حكى عن الجن ما تفاوضوا فيه من القرآن فقال: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) [الأحقاف: 29]، إلى آخر ما حكى عنهم فيما يتلوه.