كانت القصيدة تفعل فعلها في القبائل وربما نزلت منزلة قبيلة إلى الحضيض لأن شاعرا أقذع في هجائها. وربما ارتفعت مكانتها لأن شاعرا قد أجاد في تمجيد مآثرها. (وحادث بني أنف الناقة) (?)، وما جرى بين الحطيئة (والزّبرقان) (?) يدلنا على مدى ترك الكلمة أثرا في نفوس القوم ..
فكانت معجزة خاتم النبيين في الكلمة والقول.
والحكمة الإلهية في اختيار المعجزة من جنس ما اشتهر بين القوم هي أن الإنسان إذا أوتي من قبل ما يعتبره مفخرته ومجال إجادته واعتزازه تكون الحجة عليه أقوى والمعجز أكثر فعلا وأثرا.
ولتكون معجزة النبي الخاتم أشدّ لمعانا وأسطع برهانا فقد جعل الله معجزته كتابا متلوّا معجزا، وهو الإنسان الأمي الذي لم يخطّ بيده كتابا ولم يتلقّ من أحد من البشر معرفة.
لقد جعل الله سبحانه وتعالى معجزة رسوله صلى الله عليه وسلم من نوع خاص، إلى جانب تحقيق سنته في معجزات الأنبياء. جعلها القرآن الكريم لحكم جليلة.
ندرك من هذه الحكم ما يلي: