لقد دلت السورة على إثبات صفة الحكمة ـ للباري جل وعلا ـ في أول آية منها:
قال تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} فاسمه ـ تعالى ـ "الحكيم" دل على صفة الحكمة ـ للرب جل جلاله ـ، واسمه ـ تعالى ـ "الحكيم" مأخوذ من الحكمة وله معنيان:
أحدهما: بمعنى القاضي العدل الحاكم بين خلقه بأمره الديني الشرعي وأمره الكوني القدري وله الحكم في الدنيا والآخرة.
الثاني: أنه المحكم للأمر كي لا يتطرق إليه الفساد1.
قال ابن القيم رحمة الله عليه:
الحكمة حكمتان علمية، وعملية فالعلمية الإطلاع على بواطن الأشياء ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها خلقاً وأمراً وقدراً، أو شرعاً.
والعملية: وضع الشيء في موضعه"2.
قال الزجاج3: الحاكم والحكم واحد كالواسط، والوسط وأصل الحكم المنع،