ويطلبون منهم الشفاعة، وشفاء المرضى وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله ـ تعالى ـ وتجدهم يشدون إليهم الرحال ويحملون الزاد من البلدان والأقطار البعيدة.
وكما تبين مما تقدم أن من الشرك بالله تشبيهه بخلقه كقولهم: يد الله كيد المخلوق، وعينه كعينه إلى غير ذلك من أباطيل أهل الزيغ الذين يحاولون إخضاع النصوص لأهوائهم، ولا يخضعون أهواءهم لها. وكذلك تشبيه المخلوق بالخالق كما زعم فرعون لقومه أنه ربهم الأعلى وكما فعلت السبئية1 مع علي رضي الله عنه وكما شبه بعض الزائغين من الناس الحاكم العبيدي بأنه إله، وأنه مشرع وأن حكمه خير من حكم الله تعالى2.
أنواع الشرك الأكبر:
لقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن الشرك الأكبر نوعان:
النوع الأول: شرك في الإلهية.
النوع الثاني: شرك في الربوبية.
قال ـ رحمه الله تعالى ـ "إن كان شركاً يكفر به صاحبه وهو نوعان":
شرك في الإلهية، وشرك في الربوبية.
فأما الشرك في الإلهية: فهو أن يجعل لله نداً ـ أي ـ مثلاً في عبادته أو محبته، أو خوفه، أو رجائه، أو إنابته، فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه قال ـ تعالى ـ: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف} 3.