من أجل توحيد الألوهية أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب فما من رسول أرسله الله إلى العباد إلا كان هذا التوحيد أساس دعوته وجوهرها.
قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 1 وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} 2 وأخبرنا ـ سبحانه ـ في محكم كتابه عن رسله نوح وهود وصالح وشعيب أنهم جميعاً دعوا أقوامهم إلى توحيد العبادة.
فقال نوح عليه الصلاة والسلام لقومه: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ} 3 فهذه دعوة أول رسول بعد حدوث الشرك.
وقال هود عليه الصلاة والسلام لقومه: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 4 وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 5 وقال صالح عليه السلام لقومه: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 6 وقال إمام الحنفاء وأبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ