لقد دلت السورة على إثبات صفتي الوحدانية والقهر ـ للباري سبحانه وتعالى ـ في آية واحدة منها.
قال تعالى: {لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} .
هذه الآية من السورة تضمنت اسمين كريمين من أسمائه ـ تعالى ـ هما "الواحد" "والقهار" وهذان الاسمان يشتق منهما صفتان ـ للباري جل شأنه ـ هما صفتا "الوحدانية" و"القهر" فاسمه ـ تعالى ـ "الواحد" دال على اتصاف ـ الباري سبحانه ـ بالوحدانية قال ابن الأثير1: في أسماء الله "الواحد" هو الفرد الذي لم يزل ولم يكن معه غيره2.
وجاء في تهذيب اللغة: "الفرق بين الواحد والأحد أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد تقول: ما جاءني أحد، والواحد اسم بني لمفتتح العدد تقول: جاءني واحد من الناس، ولا تقول جاءني أحد فالواحد منفرد بالذات، وعدم المثل والنظير والأحد المنفرد بالمعنى3.