عليه وقد نزل تحريم الخمر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} - إلى قوله: {فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} فجئت إلى أصحابي فقرأتها عليهم إلى قوله: {فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} . قال: وبعض القوم شربته في يده شرب بعضاً وبقي بعض في الإناء، فقال بالإناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجام، ثم صبوا ما في باطيتهم فقالوا: انتهينا ربنا. انتهينا ربنا (?) .
ومن غرائب الطاعة للرسول وإيثاره على النفس والأهل والعشيرة ما روي عن عبد الله بن عبد الله بن أبي، روى ابن جرير بسنده عن ابن زيد قال: دعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم عبد الله بن عبد الله بن أبيّ قال: ألا ترى ما يقول أبوك؟ قال: ما يقول بأبي أنت وأمي؟ قال: يقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال: فقد صدق والله يا رسول الله، أنت والله الأعز وهو الأذل، أما والله لقد قدمت المدينة يا رسول الله وإن أهل يثرب ليعلمون ما بها أحد أبَّر مني، ولئن كان يرضي الله ورسوله أن آتيهما برأسه لأتيتهما به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا. فلما قدموا المدينة قام عبد الله بن عبد الله بن أبي على بابها بالسيف لأبيه ثم قال: أنت القائل لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل؟ أما والله لتعرفن العزة لك أو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يأويك ظله ولا تأويه أبداً إلا بإذن من الله ورسوله. فقال: يا للخزرج، ابني يمنعني بيتي، يا للخزرج ابني يمنعني بيتي!! فقال: والله لا يأويه أبداً. إلا بإذن منه. فاجتمع إليه رجال فكلموه فقال: والله لا يدخله إلا بإذن من الله ورسوله. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال: اذهبوا إليه فقولوا له: خلِّه ومسكنه. فأتوه فقال: أما إذا جاء أمر النبي صلى الله عليه وسلم فنعم (?) .