وقد ظل الأستاذ أبو الحسن يمارس ألواناً من الألعاب الرياضية ككرة القدم والسباحة والصيد والهوكي والتنس ثم انقطع عنها أخيراً، وعلى الرغم من هذا أصابته أمراض استمرت مدة طويلة، وخاصة في الصدر، ثم عافاه الله منها، وبقي له سعال يعاوده من حين لآخر.
وهو يكره التصوير بجميع أنواعه، ويحرمه على نفسه في تشديد ملحوظ، ولقد زرت معه إحدى دور الطبع والنشر الكبرى بالقاهرة، ورغب مصور الدار أن يلتقط لنا صوراً تذكارية فرفض أبو الحسن، وأصر على الرغم من طول المحاولة والرجاء، وذكر أن المسلمين في الهند (متفقون) على حرمة التصوير!! ..
ولقد سألته ذات مرة عن السابقين الذين تأثر بهم، فأجابني بأنهم الإمام أحمد بن حنبل صاحب الموقف المعروف في المحنة، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ أحمد السر هندي (من
سر هند، بلد في البنجاب) المتوفى سنة 1024هـ صاحب الرسائل الخالدة في الشريعة والحقيقة ومحاربة البدع، والمجدد للملة، ولشيخ ولي لله الدهلوي المتوفى سنة 1176هـ الباحث الإسلامي العظيم صاحب (حجة الله البالغة) والصاحب أحمد الشهيد مؤسس أول دولة شرعية في الهند في القرن الثالث عشر الهجري (?) ، وقد استمرت هذه الدولة عدة شهور، ثم ثار عليها الإنجليز بمؤامراتهم فأخذوا عليها الطريق.
وأعظم آمال أبي الحسن أن يرى الإسلام سائداً على الأرض، وأن يرى الدول الباغية معذبة مقهورة حتى يسلي نفسه ويستبشر ويرى انتقام الله من الذين حاربوا الإسلام وأذلوا المسلمين وهو يعتقد ويرى أن بقاء القلة المسلمة في الهند من الخير، وفيه فائدة ترجى للهند، فلعل للإسلام مستقبلاً ذا بال هناك، ولقد رحل أبو الحسن إلى الحجاز في سنتي 1947-1950 م وقدم إلى