شَعْبُ الجزائرِ مُسْلِمٌ ... وَإلىَ العُروبةِ يَنتَسِبْ
مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصلِهِ ... أَوْ قَالَ مَاتَ فَقَدْ كَذبْ
(الإمام عبد الحميد بن باديس)
يخطئ البعض بتسمية الجزائر (بلد المليون شهيد)، ويخطئ أكثر من يسميها (بلد المليون ونصف شهيد)! والحقيقة التاريخية أن الجزائر قدمت مليونًا ونصف مليون شهيدًا في سبع سنوات ونصف فقط للثورة الجزائرية الأخيرة ما بين عام 1954 م وعام 1962 م، أمّا مجمل ما قدمه المسلمون في الجزائر في فترة القرن وثلث القرن من الاحتلال الفرنسي الهمجي فقد جاوز الستة ملايين شهيد!!! (نحسبهم كذلك ولا نزكي على اللَّه أحدًا من عباده). أما الخطيئة الكبرى، فهي تسمية الاستخراب الفرنسي "استعمارًا"، فالاستعمار اسم مصدر مشتق من الفعل العربي "استعمر" ويعني عمارة الشيء، وفرنسا وغيرها من الدول "الاستخرابية" ما جاءوا ليعمِّروا، بل جاءوا ليخرِّبوا البلاد ويقتلوا العباد، ويكفيك أن تعلم أن دعاة الحضارة والتقدم من الفرنسيين حرقوا كل كتب مكتبة "قسطنطينة" الجزائرية والتي احتوت على مخطوطات نادرة من التر اث الإسلامي الأندلسي. الغرض من ذكر هذه التفاصيل ليس هدفه السرد التاريخي فقط -الذي أعتقد أنه مهمٌ أيضًا- وإنما الهدف الحقيقي من ذكر هذه الأحداث التاريخية هو استخراج العبرة والاستفادة من الدروس لكي نعيد بناء هذه الأمة ونخرجها من حالة الهزيمة إلى حالة النصر كما حدث في الجزائر، فإذا كان البعض متشائمًا الآن من حالة الأمة الإسلامية والوضع الراهن في فلسطين بعد ستين عامًا من الاستخراب الصهيوني فيها، فإن الوضع في الجزائر كان أسوأ ألف مرة من الوضع القائم في وطني الحبيب فلسطين، ولقد استقلت الجزائر بعد كل هذا الظلم والاضطهاد، وسينال الفلسطينيون