" إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"
أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم وولاية ذي القدرية وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة إفتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر وللَّه الحمد. . . . واللَّه أكبر أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد
(إلى "فرنسيس" ملك ولاية فرنسا، وبعد. . .)
يسميه الغرب في أدبياتهم بـ "سليمان العظيم" " Suleiman the Magnificent" ويعتبره كثير من المؤرخين أعظم ملك عرفته البشرية في تاريخ الأرض ضم إلى ملكه أعظم عواصم القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، فضم إلى الخلافة الإسلامية "أثينا" و"بلغراد" و"بودابست" و"بوخارست" و"القاهرة" و"تونس" و"الجزائر" و"مكة" و"المدينة" و"القدس" و"دمشق" و"بيروت" و"اسطانبول" و"تبريز" و"بغداد" و"صوفيا" و"رودس" وغيرها من عواصم الأرض، وقال عنه المؤرخ الألماني الشهير (هالمر): كان هذا السلطان أشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه!
السلطان سليمان القانوني هو ابن السلطان سليم الأول الذي سبق وأن ذكرنا بعضًا من مظاهر عظمته، ووافق هذا الشبل ذلك الأسد، فهو مجاهد قل نظيره في تاريخ الإسلام، فتح البلاد وعمرها، ونشر العدل، وسن القوانين العثمانية العليا (سبب تسميته بـ "القانوني")، وقام بترميم القدس على أحسن حال، وأصاح من حال مكة والمدينة، وعمَّر الطرق، وأنشأ المدارس، تقلد منصب الخلافة وهو في السادسة والعشرين من عمره فقط، فظن الأعداء أنه لقمة سائغة، وطمعوا في أرض الخلافة الإسلامية، إلا أنه خيَّب أملهم، فباغتهم بهجوم مضاد، ففتح مدينة "بلغراد" المنيعة التي استعصت على