الرجوع إلى جاهليتهم كما فضل الفرس الرجوع إلى مجوسيتهم، لهجوت العرب في هذا الكتاب بهجاءٍ يفوق هجاء جريرٍ للفرزدق!
ولا يحتاج المرء لأكثر من تذكرة سفر لطائرة متوجهة إلى حاضرة الفرس "طهران" لكي يرى بأم عينيه مظاهر انسلاخ الفرس عن الإِسلام، ولست في حاجة هنا إلى ذكره الأرقام التي تذكرها الحكومة الإيرانية عن نسب الدعارة المنتشرة في شوارع طهران أو مظاهر الانحلال الفاضحة التي يراها المرء في حدائق أصفهان، فهذا ليس لبّ الموضوع الذي يهمنا الآن، فالموضوع في أصله موضوعٌ عقائدي، فلقد لاحظت من خلال احتكاكي مع شباب فارس في أوروبا بأنهم يلبسون على أعناقهم سلاسلًا عليها نسرٌ مميز الشكل، ظننته في بادئ الأمر نوعًا من أنواع الزينة، ولكنني عندما رأيت هذا الأمر يتكرر، بحثت في حقيقة ذلك النسر لاكتشف أنه "نسر زرادشت المقدس"! وزرادشت يا سادة هو مؤسس الدين المجوسي!! ليس هذا فحسب، بل إن شعار الدولة الإيرانية المعاصرة والذي يعتقد كثيرٌ من المخدوعين بأنه عبارة عن رسمٍ للفظ الجلالة (اللَّه) ليس إلا شعار السيخ الهنود الذين انبثق من رحمهم الخميني، ولا أدري لماذا لا يرسم الفرس كلمة (اللَّه) بشكلٍ واضح كما رسمت المملكة العربية السعودية الشهادتين على علمها أو كما رسم الشهيد بإذن اللَّه صدام حسين على علمه بخط يده عبارة (اللَّه أكبر)! الغريب في الأمر أن إيران ما زالت تصر على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، على الرغم من أنها تدّعي الانتساب لشيعة علي العربي القرشي! بل إن إيران رفضت مقترحًا من منظمة المؤتمر الإِسلامي بتسميته بالخليج الإِسلامي!!! والذي لا يعلمه الكثير منّا أن العيد الوطني الرابع في إيران هو عيد مقتل الفاروق عمر الذي قتله الفارسي الإرهابي أبو لؤلؤة! وإيران الفارسية هي الدولة التي ما زالت تحتل أرضًا عربية متمثلة في الجزر الإماراتية والأحواز التي تمنع أهلها عن مجرد تعلم العربية لغة القرآن. وإذاعة إيران الرسمية تفتح إشارتها بلعن أصحاب محمد، ناهيك عن دور إيران القذر في العراق الجريح وتدريبها لميليشيات الغدر لقتل أهل السنة