مستحق للنصر، اللهم انصر دينك ولا تنصر محمودًا، من الكلب محمود حتى ينصر"
عندها رأى شيخ كبير من شيوخ المسلمين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في المنام وهو يقول له: "أعلم نور الدين أن الفرنج رحلوا عن دمياط هذه الليلة" فقال الشيخ: يا رسول اللَّه ربما لا يصدقني فاذكر لي علامة يعرفها، قال: "قل له بعلامة ما سجدت على تل حارم وقلت يا رب انصر دينك ولا تنصر محمودا من هو محمود الكلب حتى ينصر" فأسرع هذا الشيخ إلى المسجد الذي كان نور الدين يقوم فيه الليل وأخبره بالرؤيا والعلامة ولكنه لم يذكر لفظة (الكلب)، فقال له نور الدين رحمه اللَّه: "اذكر العلامة كلها! "، فاستحى الشيخ أن يذكرها، فألح نور الدين في ذلك، فقالها له، فبكى نور الدين وصدق الرؤيا وكانت هذه الليلة بالفعل هي ليلة هزيمة الصليبيين ورحيلهم عن دمياط!
فرحم اللَّه نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، ورحم اللَّه تلميذه صلاح الدين يوسف الأيوبي لما قدماه للإسلام والمسلمين، فهذا رجل تركي، والآخر كردي، فيا لروعة الإِسلام الذي نصره اللَّه بالتركي والكردي، فالإِسلام لم ينتصر بالعروبة، ولا بالقبلية، ولا بالأكراد أو الأتراك، الإِسلام انتصر بالمسلمين!
وإذا كنا قد تكلمنا عن البربر وعن الاكراد وعن الأتراك، فقد جاء الوقت لكي نتكلم عن رجالٍ خرجوا من عباءة قومية معينة، حملوا راية الإِسلام، ليرفعوها في علياء السماء، ليكونوا أعظم فرسانٍ للعلم في أمة الإِسلام العظيمة على الإطلاق، وليبشر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بهم من دون أن يراهم!
يتبع. . . . . .