الإرهابيين الإسبان بعد أن حرر النساء والأطفال من أقبية الكنائس المظلمة حيث غرف التعذيب المخيفة، ثم قام هذا البطل الإسلامي الفذ بمحاربة البرتغاليين الصلبيين الذين أرادوا نبش قبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فحاربهم في عدن وعمان وهرمز، ثم توجه إلى أمواج البحر المتوسط ليحارب قراصنة القديس يوحنا الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، ورغم جهاد هذا البطل الإسلامي الطويل، نراه في نفس الوقت عالمًا عبقريًا قل نظيره، فلقد أتقن اليونانية والإسبانية والبرتغالبة والإيطالية لكي يعرف لغة أعدائه، ثم تقدم بأبحاثه للخليفة سليم الأول رحمه اللَّه يوضح فيها آخر اكتشافاته الجغرافية، حتى جاء ذلك اليوم الذي غير تاريخ الإنسان، يوم إكتشاف أمريكا. . . .
ففي عام 870 هـ 1465 م أي قبل اكتشاف كولومبوس بحوالي 27 عامًا، اكتشف أمير البحرية الإسلامية بيري أمريكا، بل وقام برسم خارطة لهذه القارة أذهلت العلماء بعد أن وجدوا التطابق العجيب بينها وبين صور الأقمار الصناعية، فلقد قام بيري رئيس برسم سواحل أمريكا بمنتهى الدقة، قبل أن يقدمها إلى السلطان سليم الأول في مصر عام 1517 م وهي موجودة الان في متحف "إسطانبول" وعليها توقيع الرئيس بيري شخصيًا. فقد رسم بيري جزر البحر الكاريبي، ورسم جزيرة كوبا بشكل ممتاز، ولم يكتف بذلك وحسب، بل قام برسم خارطة لنهر الأمازون العظيم، فرسم مصباته ومنابعه المتعددة، ورسم في خريطته العجيبة أنواع الحيوانات المتواجدة في أدغال الأمازون، ووضع فيها مقياسًا دقيقًا لخطوط العرض والطول التي أخترعها العلماء المسلمون من قبل، والجدير بالذكر أن هذه الخريطة التي رسمها الريس بيري لأمريكا هي الخريطة الأولى لأمريكا في التاريخ. ونذكر هنا أنه بتاريخ 26 أغسطس