عن استقباله، وليتم نقله بعدها إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي ليستدعى لها أكبر عالمٍ في فرنسا، ألا وهو البروفيسور (موريس بوكاي)، وذلك لدراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وبينما كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء، كان اهتمام موريس منصبًا على محاولة اكتشاف كيفية موت هذا الفرعون، فجثة رمسيس الثاني لم تكن كباقي جثث الفراعين التي تم تحنيطها من قبل، فوضعية الموت عنده غريبة جدا، فلقد فوجيء المكتشفون عندما قاموا بفك أربطة التحنيط بيده اليسرى تقفز فجأة للأمام! أي أن من قاموا بتحنيطه أجبروا يديه على الانضمام لصدره كباقي الفراعين الذين ماتوا من قبل!! فأخذ البروفوسور بوكاي يحلل الجثة لعله يجد حلًا لذلك اللغز، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية للبروفيسور موريس: لقد كانت هناك بقايا للملح معلقةً في جسد الفرعون، وتبين أيضا مع صورة بأشعة إكس أن عظام فرعون قد انكسرت من دون أن يتمزق الجلد المحيط بها! فاستنتج البروفسور الفرنسي من ذلك أن الفرعون قد مات غرقًا، وأن سبب انكسار عظامه دون تمزق اللحم كان بسبب الضغط الرهيب الذي سببته المياه في أعماق البحر الساحقة، ولكن الغريب أن جثة فرعون رغم سقوطها في قاع البحر العميق يبدو عليها أنها طفت بشكل غريب على سطح البحر بسرعة ليتم تحنيطها فورًا قبل تحلل الجثة! واستطاع بوكاي أيضًا تفسير الوضعية الغريبة ليد رمسيس اليسرى، فلقد وضح بوكاي أن فرعون كان يمسك لجام فرسه أو السيف بيده اليمنى، ودرعه باليد اليسرى، وأنه في وقت الغرق رأى شيئًا غريبًا أدى لتجنش أعصابه بشكل فظيع ساعة الموت، ونتيجة لشدة المفاجأة وبلوغ حالاته العصبية لذروتها ودفعه الماء بدرعه فقد تشنجت يده اليسرى وتيبست على هذا الوضع، فاستحالت عودتها بعد ذلك لمكانها! وهذه الحالة تشبه تمامًا حالة تيبس يد الضحية وإمساكها بشيء من القاتل كملابسه مثلًا، ولكن سؤالًا أخيرًا بقي يحير البروفسور موريس بوكاي، وهو: كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر الذي من المفروض أن يعمل أكثر على سرعة تحلل الجثة؟!! فأعد البروفيسور الفرنسي موريس بوكاي تقريرًا نهائيا لكي يعلن للعالم.
عن اكتشافه الجديد، أو لنقل ما كان يعتقد أنه اكتشاف جديد، فقرر أن يعقد مؤتمرًا