{وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ}
(اللَّه)
لن نتحدث كثيرًا عن فضل هذه الإنسانة العظيمة في أمة الإِسلام، فيكفينا أن نورد حديثًا أخرجه الإِمام البخاري في موضعين من صحيحه للصحابي الجليل عمرو بن العاص أنه أقبل يومًا إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وجلس إليه ثم قال يا رسول اللَّه، أي الناس أحب إليك؟ فقال عليه الصلاة والسلام عائشة. فقال عمرو: ومن الرجال يا رسول اللَّه؟ فقال عليه الصلاة والسلام أبوها"! ففضل السيدة عائشة لا يختلف عليه مسلمان أبدًا، فهي زوج رسول اللَّه التي اختارها اللَّه له، فعائشة هي زوجة نبي الإِسلام، وهي من بين الخمسة الأوائل من رواة السنة النبوية التي تعتبر المصدر الثاني للتشريع الإِسلامي بعد كتاب اللَّه، فإذا قبلنا الطعن بعائشة، فيجب علينا إذًا أن نقبل الطعن بزوجها من باب أولى! ويجب علينا أن نرد 2210 حديثا روتهم تلك الصحابية العالمة عنه! فأي دين سيتبقى لنا بعد ذلك؟! وأي إسلام نتحدث عنه حينها؟ وأي أمة هذه التي تنتمي إليها؟!! لذلك سيكون معرض كلامي في الصفحات القليلة القادمة مُنصبًا بالأساس أولًا وأخيرًا على الدفاع عن عائشة وذلك لخمسة أسباب أحسب أنها أسبابٌ مهمة: (أولها) هو الدفاع عن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الذي اختار عائشة زوجًا لنبيه من فوق سبع سماوات والذي طهرها في كتابه، و (ثانيها) هو الدفاع عن شرف زوجها وعرضه، و (ثالثها) هو الدفاع عن جيل الصحابة بكامله الذي يتمثل بشخص عائشة، و (رابعها) هو الدفاع عن تاريخ هذه الأمة نفسه والذي يتعرض لحملة بشعة من غزاة التاريخ وعملائهم من الشيعة، أما (السبب الخامس) فهو سبب شخصي بحت. . . فأنا بدفاعي عن عائشة. . . أدافع عن أمي!
فالإنسان بفطرته غيورٌ على أمه، وهذه هي فطرة الإنسان التي خلقه اللَّه عليها والتي