على كتائب الروم حتى يشتتها، والروم مذهولين من قوله ما يرون، فأمعن المسلمون النظر بهذا الرجل الذي يقبل على الموت إقبالًا لكي يتعرفوا على هويته، فإذا هو ذلك الرجل الثمانيني أبو أيوب الأنصاري. . . .

وكأنه قد حلّ في إهابه شباب التاريخ!

فأخذ أبو أيوب يزلزل جحافل الروم بسيفه حتى أحسُّ بدنوِّ أجله، فطلب من القائد الإسلامي يزيد ابن معاوية أن يُبلغ سلامه للمسلمين وأن يدفنوه على أقرب نقطة من أسوار القسطنطينية، لتطوى بذلك صفحة باسلة، ليس في تاريخ البطولة الإِسلامية فحسب، بل في في تاريخ الإنسانية جمعاء. فعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته يا أبا أيوب، يا صاحب رسول، وجزاك اللَّه كل خير أيها البطل الشهم جزاءً وفاقًا لحسن ضيافتك لرسول اللَّه.

ولكن. . . . لماذا أوصى أبو أيوب أن يدفن تحت أسوار القسطنطينية رغم أنها لم تكن أرض إسلام حينها؟ وما هي الرسالة التي أراد أبو أيوب إيصالها للمسلمين من بعده بتلك الوصية العجيبة؟ وماذا فعل الروم بقبره بعد مرور ثمانية قرون على ذلك الحدث؟ وما هي البشارة العظيمة التي كان أبو أيوب يعلمها من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والتي دفعته للجهاد على أسوار القسطنطينية بالذات؟ ومن هو ذلك الأمير الإِسلامي العظيم الذي بشر به رسول اللَّه على أصحابَه ليظهر بعد ذلك بمئات السنين؟

يتبع. . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015