أطرافها: "إن أمير المؤمنين قد قُتل! إن أمير المؤمنين قد قُتِل! " فدخل أحد الإرهابيين إلى الدار عقب مقتل خليفة رسول اللَّه عثمان بن عفان، فإذا به يرى رأسه فى حجر زوجته الوفية وهي تبكي عليه غير آبهة بالدماء التي تسيل من أطرافها المقطوعة، فهجم عليها ذلك المجرم السافل ولطم وجه عثمان، فدعت عليه قائلة: "يبَّس اللَّه يدك، وأعمى بصرك". فلم يخرج ذلك المجرم من باب الدار إلا وقد يبست يداه، وعمى بصره ليهجم أولئك السفلة المنحطين من أهل العراق وغيرهم نحو السيدة الطاهرة نائلة بنت الفرافصة، ليجرِّدوها من مِلائة كانت على جسدها الطاهر وهم يضحكون، ويركلون كتاب اللَّه بأرجلهم، بعدها قام أولئك المنافقون اللصوص بسرقة كل محتويات البيت وهم يركضون حاملين كل شيء على أكتافهم (في منظرٍ مخزٍ تكرر عام 2003 م بنفس الصورة!) لتخرج روح أعظم ثالث رجلٍ في تاريخ الإنسانية بعد الأنبياء، وتستقر عند بارئها، وليستشهد الصحابي الجليل عثمان بن عفان الأموي القرشي صائمًا وهو يقرأ كتاب اللَّه، ولتنتهي بذلك حياة إنسان ما عرفت
الأرض مثله في التاريخ، إنسانٌ تستحي منه الملائكة!
فرحمك اللَّه يا عثمان. . . . رحمك اللَّه يا صهر رسول اللَّه. . . . وعذرًا ذا النورين إن كنت قد أسأت الظن بك في يومٍ من الأيام، أو قصّرت في إنصافك في هذا الصفحات القليلة من هذا الكتاب! وسلامًا أيها الإنسان النقي، أيها الكريم الحيي، أيها السهل السخي، أيها السمح السري، أيها الجواد الكريم، يا صاحب السخاء العظيم، يا رجل البر والجود والإحسان، يا جامع القرآن، يا عثمان بن عفان!
ولكن. . . . كيف جاءت ساعة الانتقام من تلك الوحوش البشرية؟ ومن هو الصقر الأموي الذي حمل على عاتقه الثأر لذي النورين؟ وما الشيء الذي فعلته الزوجة المخلصة نائلة بنت الفرافصة بعد ذلك؟ وما الذي كان يحتويه ذلك الصندوق السري الذي بعثت به إلى الشام؟ ومن هو ذلك الصحابي الجليل الذي تسلم رسالتها؟ ولماذا كان رسول اللَّه يستأمنه على الوحي المنزل؟ وما الشيء الذي قاله جبريل -عليه السلام- في حق ذلك العظيم الإسلامي؟ وكيف أصبح بعدها أعظم إنسان حكم المسلمين عبر تاريخ الإسلام بعد رسول اللَّه مباشرة؟ ولماذا يعتبره أتباع ابن سبأ عدوَّهم الرئيسيَّ الأول؟
يتبع. . . .