{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}
(اللَّه)
فكرت مَليًا وأنا أتأمل هذا الاسم العملاق، ماذا عساني اكتب عن هذا المارد الإسلامي؟!
فتذكرت صنيع عمر بن الخطاب نفسه في أول يومٍ أسلم فيه. . . . حينها قام عمر بعملٍ عجيب يرويه هو لنا بنفسه قائلًا: "لمّا أسلمتُ تلك الليلة تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عداوة حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت، قلت: أبو جهل! فأقبلت حين أصبحت، حتى ضربت عليه بابه، فخرج إلي أبو جهل فقال: مرحبا وأهلا يا ابن أختي، ما جاء بك؟ فقلت: جئت لأخبرك أني قد آمنت باللَّه وبرسوله محمد وصدقت بما جاء به! فضرب الباب في وجهي".
فكان القرار: لن أكتب شيئًا عن حياة عمر بن الخطاب في هذا الكتاب!!!
بل سيكون عمر بن الخطاب هو الوحيد من بين العظماء المائة الذي سوف أفرد له صفحة واحدة فقط! سأكتفي فيها فقط بذكر اسمه! فذكر اسم عمر بن الخطاب يكفي لكي نزلزل به كيان كل كافرٍ ومنافق! فسل أكاسرة فارس من دمر إمبراطوريتكم؟ وسل حكام إيران الحاليين لماذا تحتفلون بيوم مقتله؟ ولماذا تعتبرونه عيدًا رسميًا لدولتكم؟ سلهم لماذا يبنون ضريحًا لقاتله أبي لؤلؤة؟ سلهم من الذي جعل (يزدجرد) طريدًا كالكلب التائه في فيافي آسيا؟ لا أعتقد وقتها أنك ستسمع إجابة منهم، ولكن الشيء الذي أنا متأكد منه، أنك سترى وجوهًا وقد اسودَّت من الغيظ، حينها تذكر قول اللَّه عز وجل: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}!
وإذا كان أصغر طفلٍ مسلمٍ في أقاصي جزر الفلبين يعرف قصص الفاروق الرائعة في الزهد والبطولة، فمن منّا يعرف قصة عمِّ الفاروق الذي سيبعث يوم القيامة كأمة وحده بين محمد وعيسى؟
يتبع. . . . . .