والعلم بدء ليس أريا سيغا ... لكن جناة الحنظل المتهبد
علق نفيس لا يباع ونائر ... متأبد عن كل فدم أوغد
لم يصمه سهم ولم يبتزَّه ... بازٍ ولم يصرع برمية مقلد
لكن بأشراك الحلوم وهمة ... نفاذه الأغراض فليتصيد
وجواد فكر تمتطيه مأرب ... أبدا بأقطار المدارك مسْنِدِ
قيد الأوابد لا يزال على الونى ... في كل معوصة يروح ويغتدى
من بعد نزع الروح في استعطائه ... ومذاق صبر للحوايا مصخد
وتفكر وتدبر وتصبر ... وتضرر وتقشف وتمعدد
وتوسل وتوصل وتحول ... وتغرب وتفرد وتهجد
فوراء وخز النحل شور شهاده ... ووراء شوك النخل نيل العرجد
وأمام أصداف اللئالي غوصة ... في البحر والترياق سم الأسود
والصقر ينتظم الطريدة لا اللئا ... والليث يغشى السرح دون الصفرد
الأري: العسل، والسيغ السائغ أي السهل في الحلق، والجناة والجنا: ما يجتنى من الثمر، وهبد الحنظل وتهبده: كسره وطبخه، والعلق بالكسر: النفيس من كل شيء، ونارت الظبية تنور: نفرت وتأبد: توحش، والفدم: البعيد الفهم، والوغد: الأحمق الضعيف يقال: وغد بالضم وغادة فهو وغد وفلان أوغد من فلان، وابتزه: سلبه، والبازي جمعه بزاة، والمقلد كمنبر: عصا في رأسها اعوجاج، والأغراض جمع غرض وهو القرطاس ينصب للرمي، ونفذه السهم: خرج منه، والتاويب: سير النهار كله، والإسئاد: قيل هو الإسراع، وقيل: سير الليل جميعا، وقيل: الجمع بينهما، والأوابد: الوحش، وفرس قيد الأوابد كأنه قيد لها، والونى بالقصر: التعب، ونى الشيء يني ونيا وونى، والمعوص: الأمر الشديد والمشكل لا يدرك، والاستعطاء: الطلب، والمذاق، الذوق، والمصخد: المحرق أصخدته الشمس أحرقته، والتمعدد: التشبه بمعد -وَهُمُ العرب- في طعامها ولباسها الخشن، والتهجد: ترك الهجود وهو النوم، ووخز النحل: الطعن بإبرتها، وشار