ومنها شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- في قوم استوجبوا النار بأعمالهم، فيشفع فيهم فلا يدخلونها، وقد جزم جماعة بعدم اختصاصه بها، إذ لم يرد نص صريح والأصل عدمه.
نعم جزم الحافظ السيوطي في "أنموذج اللبيب" (?) أنها من خصائصه.
ومنها شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- في رفع درجات أناس في الجنة، وهذه لا تنكرها المعتزلة كالأولى.
ومنها شفاعته في إخراج عموم أمته من النار حتى لا يبقى منهم أحد، ذكره غير واحد من العلماء (?).
وكذا يشفع لجماعة من صلحاء المسلمين ليتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات كما ذكره القزويني (?) في كتابه المسمى بالعروة الوثقى. وباللَّه التوفيق.
تنبيه: الشفاعة التي تنكرها المعتزلة وتجحدها هى فيمن استحق النار من المؤمنين أن لا يدخلها وفيمن دخلها منهم أن يخرج منها، لزعمهم أن انفاذ الوعيد واجب عليه تعالى فكذّبت المبتدعة بشفاعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ونفتها مع ثبوت أدلتها وتظافر حججها مما ربما يعسر إحصاؤه ويتعذر استقصاؤه.