قال شيخ الإسلام: "وهذا المقام مقام وأي مقام زلت فيه أقدام وضلت فيه أفهام، وبدل فيه دين الإسلام والتبس فيه أهل التوحيد بعباد الأصنام على من يزعم نهاية المعرفة والتحقيق والكلام، ومعلوم عند كل من يؤمن باللَّه ورسوله أن الشيعة والمعتزلة والقدرية المثبتين للأمر والنهي والوعد والوعيد خير ممن يسوى بين المؤمن والكافر والبر والفاجر، والنبي الصادق، والمتنبئ الكاذب وأولياء اللَّه وأعدائه، بل هم أحق من المعتزلة بالذم.
كما قال أبو محمد الخلال (?) في كتاب "السنة" عن المروذي (?) قال قلت لأبي عبد اللَّه -يعني الإمام أحمد- رضي اللَّه عنه: رجل يقول إن اللَّه أجبر العباد على المعاصي فقال: (هذا لا نقول) (?) وأنكر ذلك، وقال: {يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [المدثر: 31].
وأنكر سفيان الثوري أيضًا على من يقول (جبر) (?) وقال إن اللَّه تعالى جبل العباد.
وقال المروذي أراد قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأشج عبد القيس: "إن فيك لخلقين يحبهما اللَّه تعالى؛ الحلم والأناة" فقال: أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما؟