وقول الناظم رحمه اللَّه تعالى في وصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه: (حليف الخير) بالحاء المهملة المفتوحة وكسر اللام كأمير أصله المحالف والمراد به هنا الملازم للخير المواخي له، الذي إذا وجد وجد معه ويفقد بفقدانه، ومنه قول أخت الوليد بن طريف الشاري الخارجي فيه -واسمها الفارعة وقيل فاطمة، وكانت تجيد الثسعر وتسلك طريق الخنساء في مراثيها لأخيها صخر فقالت في أخيها من قصيدة:
حليف الندى ما عاش يرضى به الندى ... فإن مات لا يرضى الندى بحليف (?)
وزيد حليف اللسان حديده
(بالخير): وهو ضد الشر، والمال الكثير منه، واسم جامع لكل منتفع به، والكثير الخير يقال له خير ككيس وهي بهاء والجمع أخيار وخيارًا.
(منجح): اسم فاعل من نجحت الحاجة وأنجحت وأنجحها اللَّه والنجاح بالفتح الظفر، والنجح بالضم الظفر بالشيء وأنجح زيد صار ذا نجح وهو منجح والجمع مناجيح ومناجح،، وتنجح الحاجة واستنجحها والنجيح الصواب من الرأي ونجح فلان وأنجح إذا أصاب طلبته، وأنجح أمره تيسر وسهل إشارة إلى ما كان عليه من الظفر بالأقران وموالاة أهل الإيمان، والاعتناء بمكارم الأخلاق، ومزيد الكرم بالأرزاق، وتيسر أموره من الظفر والإنجاح، وأنه لكل مغلق من الخير مفتاح، فرضي اللَّه عنه وأرضاه وبوأه غرف الجنان، ومن أولاه من أهل الحق، وقمع من عاداه، وإذ قد عرفت أنه أقرب الخلفاء الراشدين من الرسول نسبًا وأمسهم رحمًا أمًا وأبًا،