وقال الثوري: (?) إنما سموا متقين لأنهم اتقوا ما لا يتقى (?).
(وأفصحوا) بقولهم: القرآن كلام اللَّه قديم (?) غير مخلوق.
قال الإمام موفق الدين ابن قدامة (?) في صدر كتابه: "البرهان في حقيقة القرآن" (?): مذهب أهل السنة والجماعة والذي كان عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان ومن بعدهم من أئمة أهل الإسلام أن القرآن كلام اللَّه القديم وحبله المتين وكتابه المبين نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، وهو سور وآيات وحروف وكلمات، منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، من قرأه وأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، نزله اللَّه تنزيلًا، ورتله ترتيلًا، وسماه قولًا ثقيلًا، ووعد على تلاوته أجرًا جزيلًا، فقال عز من قائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا} [الإنسان: 23].
وشهد اللَّه وملائكته بإنزاله على رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وحض على تدبره وترتيله وآجرنا على أحكامه وتفصيله، ونص على تشريفه وتفضيله، وعجز الخلق عن الإتيان بمثله أو تبديله.