وقال الخطيب (?): طاف شرفًا وغربًا استوطن بغداد وصنف المسند والسنن وغيرهما، وكان فقيهًا عالمًا حافظًا (?)، وكان قوي النفس لا يذل نفسه أراد علي بن عيسي (?) الوزير أن يصالح بينه وبين ابن صاعد (?) فجمعهما فقال: يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك فلو قمت إليه قال لا أفعل، فقال الوزير أنت شيخ زيف، قال الشيخ الزيف الكذاب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال الوزير: من الكذاب؟ قال: هذا، ثم قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل رزقي وإنه يصل على يدك، واللَّه لا أخذت من يدك شيئا.
قال: فكان الخليفة المقتدر (?) يزن رزقه بيده ويبعث إليه في طبق على يد الخادم (?).