عجيبة، وتدقيقات غريبة، ملتقطة من كتب العلماء والشارحين، وناشئة من فكري الفاتر ونظري القاصر أيها العبد المسكين، مبيّنًا لمعاني المفردات اللغوية، ومعربًا عن وجوه التركيبات النحوية، وحاويًا على الفوائد الحديثية، ومشتملًا على المسائل الفقهية، وذاكرًا طرق الرواية، ومشيرًا إلى وجوه الدراية، وضابطًا للألفاظ بالإعجام والإهمال، ومصححًا لأسماء الرجال، ولكن من غير ذكر الأحوال، والسبب في الإهمال في ذكر الأحوال، أنها إن ذكرت في موضع لم تحفظ في مواضع أُخر، وإن ذكرت في كل موضع ففيه من التكرير والتكثير ما يوجب التطويل والإملال، فكتبتها في كتاب على حدة جعلته كالتكملة للشرح، مشتملٍ على التوثيق والتوهين، والتعديل والجرح، إلا الضعفاء من الرواة الذين حكم المؤلف بضعفهم، فإني ذكرت أحواهم في الشرح ولم أخالطهم في الأقوياء والثقات.
وكتبت مقدمة في بيان بعض مصطلحات الحديث ما يكفي في شرح الكتاب، ولم أرض في هذا الباب بالتطويل والإطناب، اكتفاءً بما سبق مني من مقدمة فارسية في شرح كتاب (سفر السعادة) (?)، من اللَّه الإبداء والإعادة.
ثم أوردت مما ذكر الشارح الأول (?) -رحمه اللَّه- سوى بعض ما نقل من الشرّاح إلا قليلًا، والذي ذكرت منه شيئًا فما طوّله اختصرتُه، وما فضله أجملتُه، وما اختصره طولتُه، وما أجمله فصّلتُه تفصيلًا، ولا يخلو الأخذ والترك من كلامه عن تضمن رعاية معنى واعتبار، كما لا يخفى على من طالع بعين عبرة واستبصار.
وقد نقلت إلى بعض المواضع من شرح شيخ شيوخنا في الحديث شهاب الدين