الحديث واللغة، سمع من المشايخ الكبار، ومنه خلق كثير، وأجاز رواية "شرح مسلم" و"الأذكار" لجميع المسلمين، وكان من أهل نوى قرية من أعمال دمشق نشأ بها وحفظ الختمة، وقدم دمشق في سنة خمسين وست مئة، وله تسع عشرة سنة، فتفقه وبرع، وكان خشن العيش، قانعًا بالقوت، تاركًا للشهوات، صاحب عبادة وخوف، وكان قوّالًا بالحق، صغير العمامة، كبير الشأن، كثير السهر، مكبًا على العلم والعمل، مات في رجب سنة ست وسبعين وست مئة، وقبره يزار بنوى، عاش خمسًا وأربعين سنة.

قال المؤلف رحمه اللَّه: وقع ذكره في آخر الكتاب، كما وقع اسمه في آخر الحروف، ثم إني ما اعتمدت في نقل ما أوردته إلا على كتب الأئمة الثقات مثل "الاستيعاب" لابن عبد البر، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم الأصفهاني، و"جامع الأصول"، و"مناقب الأخيار" لأبي السعادات الجزري، و"الكاشف" لأبي عبد اللَّه الذهبي الدمشقي، وفرغت من هذه تصنيفًا يوم الجمعة عشرين رجب الحرام الفرد سنة أربعين وسبع مئة من جمعه وتهذيبه وتشذيبه (?)، وأنا أضعف العباد الراجي إلى عفو اللَّه تعالى وغفرانه، محمد بن عبيد اللَّه الخطيب بن محمد، بمعاونة شيخي ومولاي، سلطان المفسرين، إمام المحققين شرف الملة والدين، حجة اللَّه على المسلمين: الحسين بن عبد اللَّه بن محمد الطيبي متعه اللَّه بطول بقائه، ثم عرضته عليه كما عرضت "المشكاة" فاستحسنه كما استحسنها واستجادها، والحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله وأصحابه أجمعين.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015