البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري وأبو زرعة وأبو داود السجستاني وخلق كثير سواهم، إلا أن البخاري لم يذكر في "صحيحه" عنه إلا حديثًا واحدًا في آخر (كتاب الصدقات) تعليقًا، وروى أحمد بن الحسن الترمذي عنه حديثًا آخر.
وفضائله كثيرة، ومناقبه جمة، وآثاره في الإسلام مشهورة، ومقاماته في الدين مذكورة، انتشر ذكره في الآفاق، وسرى حمده في البلاد، وهو أحد المجتهدين المعمول بقوله ورأيه ومذهبه في كثير من البلاد.
قال إسحاق بن راهويه: أحمد بن حنبل حجة بين اللَّه وبين عبيده في أرضه.
قال الشافعي: خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدًا أتقى وأورع ولا أفقه ولا أعلم من أحمد بن حنبل.
وقال أحمد بن سعيد الدارمي: ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل.
وقال أبو زرعة: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: ما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
وقال إبراهيم الحربي: رأيت أحمد بن حنبل كأن اللَّه جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء.
قال أبو داود السجستاني: كانت مجالسة أحمد بن حنبل مجالسة الآخرة لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، وما رأيته ذكر الدنيا قط.
وقال محمد بن موسى: حمل إلى الحسن بن عبد العزيز ميراثه من مصر مئة ألف دينار فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس في كل كيس ألف دينار وقال: يا أبا عبد اللَّه هذه من ميراث حلال فخذها واستعن بها على عائلتك، قال: لا حاجة لي فيها،