271 - [74] وَعَنْ أَبيِ هُرَيرَةَ قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ فِيكُمْ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الحفظ، والشهوة غالبة عليه قد أحاطت به وأذهبت بظلمتها ضوءه، وقال بعضهم: العلم النافع علم الوقت وصفاء القلب، والزهد في الدنيا، وما يقرب من الجنة، وما يبعد عن النار، والخوف، والرجاء، وآفات النفوس وطهارتها، وهو النور المشار إليه بقوله: (إنه نور يقذفه اللَّه في قلب من شاء) دون علم اللسان والمعقول والمنقول.

وقال صاحب (الحكم) (?): خير علم ما كانت الخشية معه، وقال: العلم إن قارنته الخشية فلك وإلا فعليك، وقال في (لطائف المنن) (?): وشاهد العلم الذي هو مطلوب اللَّه تعالى الخشية للَّه، وشاهد الخشية موافقة الأمر، أما علم يكون معه الرغبة في الدنيا، والتملق لأربابها، وصرف الهمة لاكتسابها (?)، والجمع والادخار والمباهات والاستكثار وطول الأمل ونسيان الآخرة، فما أبعد من هذا العلم علمه من أن يكون ورثة الأنبياء، ثم معيار الخشية وتحقيق العلم باللَّه إنما هو عدم المبالاة بغيره في إقبال وإدبار، رزقنا اللَّه.

271 - [74] (أبو هريرة) قوله: (حفظت من رسول اللَّه) في أكثر الروايات (عن)، وفي بعضها (من)، وهذا أظهر لأنه صريح في تلقيه منه -صلى اللَّه عليه وسلم- بلا واسطة، والظاهر من حال أبي هريرة بل من حال الصحابي مطلقًا كذلك.

وقوله: (وعاءين) بياءين في بعض النسخ، وفي بعضها بهمزة وياء وهذا أظهر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015