قَالَ مُؤَلِّفُ الْكِتَابِ شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَهُ وَأَتَمَّ عَلَيْهِ نِعْمَتَهُ: قَدْ وَقَعَ الْفَرَاغُ مِنْ جَمْعِ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ -صلى اللَّه عليه وسلم- آخِرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ رُؤْيَةِ هِلَالِ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِئَةٍ، بِحَمْدِ اللَّهِ، وَحُسْنِ تَوْفيقِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وأكرمهم وأتمهم، وقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)، وقد ختم الكتاب بهذا الحديث المشتمل على هذا الخطاب، الشامل للخير والرحمة في كل باب، واللَّه أعلم فهو يلهم الصواب.

قال المؤلف الفقير إلى اللَّه القوي الغني الباري عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي البخاري القادري الحنفي رحم اللَّه على أسلافه وبارك في أخلافه: تم تسويد هذا الشرح عصر يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول، خصنا اللَّه فيه بالفيض الباطن والظاهر، سنة ألف وخمس وعشرين من هجرة سيد المرسلين خاتم النبيين صلى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين، وكان ابتداؤه في الثالث عشر من ذي الحجة سنة ألف وتسعة عشر، وقد وقع من مشاغل أخر في البين ما يبلغ مجموعه أكثر من سنتين.

وقد انضم معه في هذه المدة من الشرح الفارسي على أكثر من نصف (المشكاة)، وشرح (فتوح الغيب) في جزء كبير، ورسائل أخر ما يشغل سنة كاملة في مجاري العادات، وقد ختم في الخانقاه القادرية ببلدة دهلي الذي هذا المملوك يكنسه ويخدمه ويوقد سراجه في مكان ابتدأ فيه كأنه تم في مجلس واحد، والمقصود بيان توفيق اللَّه سبحانه وإعطائه الاستقامة وتخصيصه عبده المسكين بالعافية والسلامة، فالحمد للَّه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015