قُلْتُ لِأَبِي جُمُعَةَ -رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ-: حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-. قَالَ: نَعَمْ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا جَيِّدًا: تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَحَدٌ خَيْرٌ منَّا، أَسْلَمْنَا وَجَاهَدْنَا مَعَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالدَّارِمِيُّ، وَرَوَى رَزِينٌ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مِنْ قَوْلِهِ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا إِلى آخِرِهِ. [حم: 4/ 106، دي: 2786].
6292 - [10] وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"، قَالَ ابْنُ الْمَدِينيِّ: هُمْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. [ت: 2192].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المهملة وسكون يائين وكسر راء بينهما في آخره زاي، من أعيان التابعين.
وقوله: (لأبي جمعة) بضم الجيم كما هو الأفصح في اسم اليوم المبارك المشهور، و (رجل) بدل من (أبي جمعة) أو خبر مبتدأ محذوف.
6292 - [10] (معاوية بن قرة) قوله: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم) يريد -واللَّه أعلم- أن أهل الشام الذين يقومون بأمر اللَّه في آخر الزمان، فإذا فسدوا وهو حين تقوم القيامة، ولم يبق أحد يقول: لا إله إلا اللَّه كما ورد: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) (فلا خير فيكم) إذ لم يبق من هو أهل الخير.
وقوله: (هم أصحاب الحديث) على قول، والغزاة على قول آخر، كما أشرنا إليه في الحديث المذكور في آخر الفصل الأول من الباب.