* الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

6287 - [5] عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَبْشِرُوا وَأَبْشِرُوا، إِنَّمَا مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْغَيْثِ لَا يُدْرَى آخِرُهُ خَيْرٌ أَمْ أَوَّلُهُ؟ أَوْ كَحَدِيقَةٍ أُطْعِمَ مِنْهَا فَوْجٌ عَامًا، ثُمَّ أُطْعِمَ مِنْهَا فَوْجٌ عَامًا، لَعَلَّ آخِرَهَا فَوْجًا أَنْ يَكُونَ أَعْرَضَهَا عَرْضًا وَأَعْمَقَهَا عُمْقًا وَأَحْسَنَهَا حُسْنًا،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الثالث

6287 - [5] (جعفر) قوله: (أو كحديقة) (أو) هنا ليس للتردد بل يفيد التساوي في التشبيه، أي: بأيهما شئت أصبت، كما في قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} [البقرة: 19]، والحديقة: الروضة ذات الشجر، والبستان من النخيل والشجر، أو كل ما أحاط به البناء، والقطعة منه النخل، كذا في (القاموس) (?)، شبهت الأمة في التمثيل الأول بالغيث في نفعهم الناس بالعلم والهدى، وفي الثاني بالحديقة في انتفاعهم بها، و (الفوج): الجماعة، والجمع فُوُوج وأفواج، وجمع الجمع أفاويج وأفاوج، وكذا الفيج، وأصل الفيج بالتشديد ككيّس وهيّن وميّت، ثم تخفف ككَيْس وهَيْن ومَيْت.

وقوله: (ولعل آخرها فوجًا) تمييز. وقوله: (أن يكون) خبر لعل أدخلت فيه (أن) تشبيهًا بعسى، والضمير فيه عائد إلى (آخرها)، و (أعرضها) خبر (يكون)، وصف الأمة بالعرض، و (العمق) باعتبار ملابستها بالحديقة، ولم يذكر الطول اكتفاء، لأنه البعد المفروض أولًا.

وقوله: (وأحسنها حسنًا) مع قرينته من قبيل جد جده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015