وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتَ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ؟ أَلَا فَأَنْتُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، أَلَا لَكُمُ الأَجْرُ مَرَّتَيْنِ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المدة المضروبة للشيء، وهي جملة مدة العمر، وقد يطلق على الموت بإرادة الجزء الأخير منها، فيقول: مدة عمركم في جنب مجموع أعمار الأمم السابقة، كالمدة التي بين صلاة العصر إلى المغرب في جنب أول النهار إلى العصر، ومع ذلك أنتم أكثر ثوابًا منهم، أي: من مجموعهم، ثم بين النسبة بين هذه الأمة وبين اليهود والنصارى، فروى بقوله: (وإنما مثلكم ومثل اليهود)، وفي بعض الأصول: (إنما مثلكم واليهود)، والعطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار سواء كان حرفًا أو اسمًا ممتنع عند الجمهور، وجائز عند البعض لوقوعه في سعة الكلام وهو أرجح، وكفى به حجة قراءة حمزة في قوله تعالى: {تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1] بالجر والتأويل خلاف الظاهر.

وقوله: (على قيراط قيراط) كرر ليدل على أن لكل واحد قيراطًا لا لمجموع العمال.

وقوله: (مرتين) أي: ضعفين فضلًا من اللَّه تعالى، أو المراد مرة بتصديق نبيكم وأخرى بتصديق الأنبياء الماضية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015