6248 - [53] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُوبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ". رواه التِّرْمِذِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ". [ت: 3854، دلائل: 6/ 368].
6249 - [54] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَلَا إِنَّ عَيْبَتِيَ الَّتِي آوِي إِلَيْهَا أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ كَرِشِيَ الأَنْصَارُ، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا عَنْ مُحْسِنِهِمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. [ت: 394].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6248 - [53] (أنس) قوله: (ذي طمرين) في (القاموس) (?): الطمر بالكسر: الثوب الخلق، أو الكساء البالي من غير الصوف.
وقوله: (لا يوبه له) أي: لا يُحتفل ولا يبالى به لحقارته، وأصل الواو الهمزة قلبت بها لضمة ما قبلها، وفي (القاموس) (?): أَبهَ له، وبه، كمنع وفرح، أَبْهًا، ويحرك: فطن، أو نسيه ثم تفطن له، وهو لا يؤبه له، والأُبَّهَة: العظمة، والبهجة، والكبر، وتَأَبَّهَ: تكبر، وعن كذا: تنزه.
6249 - [54] (أبو سعيد) قوله: (إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي) قد ورد العيبة في شأن الأنصار، ولا ينافي ورودها في شأن غيرهم، فقد تكون متعددة، ويمكن أن يكون التقييد بـ (التي آوي إليها) -أي: أرجع إليها كثيرًا دائمًا- لتخصيص أهل البيت بزيادة الشرف والفضيلة وكثرة الرجوع إليهم.
وقوله: (فاعفوا عن مسيئهم) الظاهر أن الضمير للأنصار، كما صرح به في حديث أنس في (الفصل الأول)، وإن كان لفظ هذا الحديث يحتمل رجوعه إلى الكل