وَبكُلِّ حَدٍّ مُطَّلَعٌ". رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ" [1/ 40].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والبطن ما يستكشفه التأويل، والتفسير ما يتعلق بالرواية، والتأويل ما يتعلق بالدراية، وقيل: الظهر الإيمان به، والبطن العمل به، وقيل: الظهر القراءة والتلاوة، والبطن التفهم والتدبر، وقيل: ظهرها لفظها، وبطنها معناها، وقيل: قصصه في الظاهر أخبار، وفي الباطن اعتبار.
وقوله: (ولكل حد) أي: لكل حد وطرف ونهاية من الظهر والبطن.
وقوله: (مطّلع) بضم ميم وتشديد طاء وفتح لام، أي: مصعد، أي: موضع صعود يطلع عليه بالترقي إليه، والمطلع مكان إطلاع من موضع عال، يقال: مطلع هذا الجبل من مكان كذا، أي: مأتاه ومصعده، فمطلع الظهر تعلم العربية والعلوم التي تتعلق به ومعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ وأمثال ذلك، ومطلع البطن تزكية النفس وتصفية القلب بالرياضة واتباع الظاهر والعمل بمقتضاه.
وقال التُّورِبِشْتِي (?): المراد بالحد ما شرع اللَّه لعباده من الأحكام، قال اللَّه تعالى: {وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} [التوبة: 97]، أي: أحكام، فالمعنى: لكل حد من حدود اللَّه وأحكامه التي شرع لعباده من الدين موضع اطلاع من القرآن، فمن وفق أن يرتقي ذلك المرتقى اطلع منه على الحد الذي يتعلق بذلك المطلع، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي رزق الارتقاء إلى مطلع كل حد من القرآن.
وقد قال بعض العلماء: إن عامة سنن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- راجعة إلى القرآن، والعلماء في ذلك على طبقاتهم ومنازلهم، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- يدرك من معاني الوحي ما لا يبلغه فهم غيره، انتهى.