حَتَّى عُرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ". قَالَ أَنَسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَاوَاتِ آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَبَّةَ الأَنْصَاريَّ كَانَا يَقُولَانِ: . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وشماله، وقد أعلم بما سيصيرون إليه، فقوله: نسم [بنيه] عام مخصوص، انتهى كلام الشيخ.
والأظهر أن يقال: إنها تمثلت أولها وآخرها في تلك الليلة إراءة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على ما نطق به قوله تعالى: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} [الإسراء: 1]، ولا يقتضي قوله: فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار وجود الجنة والنار وحضورهما هناك، كما لا يخفى على أنه يمكن القول بتمثلهما أيضًا، كما في حديث: (رأيت الجنة والنار في عرض هذا الحائط) (?)، واللَّه أعلم.
وقوله: (وإبراهيم في السادسة) قد مرّ في حديث مالك بن صعصعة: أنه رآه في السابعة، وهو أرجح لما جاء في رواية الجماعة: أنه رآه مسندًا إلى البيت المعمور وهو في السابعة، وقد مرّ.
وقوله: (فأخبرني ابن حزم) بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي، و (أبا حبة) بالحاء المهملة والباء الموحدة، وهو الأشهر، وكذا في (القاموس) (?)، وقال: أو صوابه حنة بالنون.